لا شك في أن تربية الأبناء على “الطريقة الصحيحة” أمر ليس بالسهل أبدا فهو أمر معقد قد يرتبط بطبيعة طفلك والبيئة المحيطة به إضافة إلى الكثير من العوامل الأخرى المتداخلة لذلك بينما قد تعتقد أنك تفعل كل شيء بشكل صحيح ، ستكون هناك دائمًا أخطاء عن جهل أو عند غير قصد.
قد تعتقد أنك تعتني بطفلك على جميع المستويات ولكن هل تولي اهتمامًا لتقديره لذاته وثقته بنفسه؟ كيف تتجلى ملامح شخصيته؟ هل هو منغلق على نفسه ويرفض أن يختلط بأقرانه وبالعالم الخارجي ؟
كلما زادت ثقة طفلك بنفسه و قبوله وتقديره لذاته ، كلما زاد إستعداده للخروج إلى العالم والحصول على تجارب جديدة و يخرج من منطقة الراحة الخاصة به ليبحث عن الأشياء التي يحب القيام بها و يتصل ويتواصل مع الآخرين ولكن وبالرغم من كل ذلك فقد ترتكبين أخطاء غير مقصودة تؤدي الى هدم طفلك بدل من بناء شخصيته.
فيما يلي سوف نبين لك أيتها الأم الفاضلة بعض الأخطاء الأكثر شيوعًا ، وعادة ما يكون لها تأثير مباشر على طفلك وكيفية تقدمه في الحياة.
تقدير طفلك لذاته أمر مهم جدا وإذا كان لديه بعض النقص في ذلك فلا تدخري جهدا في العمل على إعادة بنائه فهو أمر بالغ الأهمية اذ كلما ارتفع كلما أصبح طفلك أقوى.
1. حمايته من عواطفه.
يجب أن تعلمي أنه عند محاولتك إبعاد طفلك عن عواطفه وإخفاءها سوف تكون النتيجة عكسية اذ يجب عليه أن يكون قادرا على قبول ومعالجة كل الأحاسيس التي يشعر بها بغض النظر عما إذا كانت هذه المشاعر سلبية أم إيجابية فلا يمكنه تجاهلها وكتم مشاعره إلى الأبد.
2. تلبية كل نزواته ورغبته بلا إستثتاء.
لا شك بأنك تعلمين أن إبقاء طفلك دائما في أحضانك و الإهتمام به وتلبية رغباته أمر مستحيل فعاجلا أم آجلا ستضطرين لتركه وحيدا في الروضة مثلا أو المدرسة ليدخل العالم الحقيقى الذي يجب عليه الإستعداد له فلن تكوني هناك لتلبية حاجاته ولا يمكنه أيضا أن يعتمد على أي شخص آخر القيام بالأشياء التي قمت بها أنت نيابة عنه. إذا لايجب عليك تلبية كل رغباته ويجب أن يعلم أنه ليس بالضرورة أن يحصل على كل ما يريد لذلك يجب أن تتركيه يعتمد على نفسه شيئا فشيئا في الأشياء البسيطة مثل إرتداء ملابسه وربط حذائه …
3. معاقبته فقط بدلاً من مناقشته و التأكد من أنه فهم خطأه وأخذ العبرة من ذلك.
لا شك أن العقوبات مهمة لكنها لا تؤدي وظيفتها إذا لم يكن لها درس تربوي لذلك يجب على طفلك أن يفهم لماذا عوقب لكي لا يقوم بتكرار خطئه فإن قمت بمعاقبته مرارا وتكرارا دون أن يفهم السبب هذا من شأنه أن يأثر بشكل كبير على نفسيته ويشعر بالضلم والإضطهاد وقد يؤدي مستقبلا الى ضعف شخصيته وعدم إحترامه لذاته.
4. عدم السماح له بإرتكاب أخطاء.
نحن جميعًا نرتكب أخطاء لذلك يجب عليك ترك طفلك يرتكب بعض الأخطاء البسيطة لكي يتعلم منها وبذلك يشحذ شخصيته ويصنع نفسه فطفلك الصغير بحاجة إلى ذلك لكي يتعلم كيفية التعامل معها. أنت تعيش وتتعلم ، هكذا هي الحياة.
5. السماح له بلعب دور الضحية.
لسنا ضحايا ما لم نسمح لأنفسنا أن نكون. إذا وضعت طفلك في عقلية الضحية هذه وسمحت له بالإحتفاظ بها ، فسوف يلوم الجميع على مشاكله و فشله. طبعا سيتعرض لبعض القسوة أو الإساءة بيد أن لعب دور الضحية لا يمكن أن يساعده أبدا بل بالعكس يمكن أن تكون له نتائج سلبية مستقبلا.
6. أن تنتظر من طفلك أن يكون كاملا وبلا أخطاء أو نقائص.
الكمال لله وحده جل جلاله ، ولذا يجب عليك ألا تتوقعي أبدًا من طفلك أن يكون كاملا فنحن نعلم جيدا أن مشاعر الأمومة تجعلك تتمنين من صغيرك لاإراديا ان يكون الافضل لكن يجب عليك كبح هذه المشاعر والتحكم فيها كي لاتضعي طفلك في ظغوط نفسية كبيرة فمن الطبيعي أن يرتكب طفلك أخطائه الخاصة وبعيش حياته وطبعا في كنف أبوية وتوجيههم له فحذار أن تجعلي طفلك يشعر بالسوء من نفسه كونه أخطأ مثلا أو فشل.
7. التغاضي و عدم محاسبته على أفعاله.
أفعالنا هي أفعالنا وليست أفعال شخص آخر فإذا أخطأنا فيجب أن نتحمل مسؤولية ذلك فلا يمكنك أيتها الأم أن تتحملي عن طفلك تبعات أخطائه مدى الحياة ففي مرحلة ما سيتعين عليه أن يتحمل مسؤولية نفسه ليكبر ويغدو بالغا مسؤولا اذن يجب عليك تربيته على ذلك منذ نعومة أضافره لتصبح الإحساس بالمسؤولية جزءا من شخصيته.
8. عدم قضاء الوقت الكافي معه.
أهم وأغلى ما يمكن أن تعطيه لطفلك هو الوقت فيجب عليك قضاء أكبر قدر من الوقت معه لتناقشيه وتتحدثي معه وتلعبي معه وبذلك ينمو طفلك عقليا كما تزداد الروابط العاطفية بينك وبينه.
9. عدم التقرب منه لتسمح له بالانفتاح عليك.
يجب أن يكون طفلك قادرا على القدوم إليك للحصول على النصيحة مهما كان الموضوع إذا لم يتمكنوا من التحدث معك مع من سيتحدثون؟ بصفتك والدتهم عليك أن تكون هناك من أجلهم بكل الطرق الممكنة ومهما كانت المواضيع والمشاكل ولا شك أن هناك بعض الأشياء تكون صعبة على طفلك مصارحتك بها لذلك فواجبك أن تجعليه يشعر بالراحة والطمأنينة ليأتي إليك ويستشريك وتصغين اليه وتقومين بارشادة.
وأخير يتمنى موقع علمني أن يكون هذا المقال مفيدا لك ولا تترددي في إبداء ملاحظاتك بتعليق أسفل المقال لمزيد تحسين محتوى الموقع , أيضا يشرفنا إنضمامك لصفحتنا على الفايسبوك . في رعاية الله والى اللقاء في مقالات أخرى.