كم تبلغ مدة الحمل؟ و كيف يتم تحديد موعد الولادة؟


كم تبلغ مدة الحمل؟ و كيف يتم تحدد موعد الولادة؟

بعد فرحتك بالنتيجة الإيجابية لاختبار الحمل فإن أول سؤال يتبادر الى ذهنك: ما هو موعد الولادة؟ لكن الجواب على هذا السؤال أكثر تعقيدًا مما تضنين. اليك الطريقة التي يتم بهل احتساب موعد الولادة

كم تبلغ مدة الحمل؟

عموما ما يقدر الاطباء المختصون أن الحمل يستمر 280 يومًا أو 40 أسبوعًا. لكن تشير بعض الدراسات إلى أن الحمل الطبيعي قد يستغرق وقتًا أطول قليلاً. فبالنسبة للحمل الأول تلد حوالي نصف النساء بعد 40 أسبوعًا و 5 أيام ، أي 285 يومًا أما في حالة الحمل الثاني تستغرق فقط 40 أسبوعًا و 3 أيام.
وفي حالات اخرى يمكن لبعض النساء أن يحملن لمدة أطول. فقد كشفت نفس الدراسة أن ربع النساء الحوامل بمولود أول يلدن بعد 41 أسبوعًا ويومين من الحمل بين أن من الناحية النظرية فلا يمكن أن تتجاوز المرأة 300 يومًا ، أي 42 أسبوعًا و 6 أيام.  لذلك يقوم الطبيب بتحفيز المخاض للمراة الحامل اذا تجاوزت مدة الحمل 41 أو 42 أسبوعًا ، لأن مخاطر استمرار الحمل ستكون أكبر من مخاطر تحفيز المخاض.
عموما ما يستعمل الاطباء كلمة اسبوع وليس شهر لأنها أكثر دقة إذ تنقسم أسابيع الحمل الى ثلاثة أقسام:
  1. من مرحلة الإخصاب حتى الأسبوع 14
  2. من الاسبوع 15 حتى الاسبوع 28
  3. من الاسبوع 29 الى الولادة.

كيف يتم احتساب موعد الولادة؟

أثناء القيام بمتابعة الحمل يحدد الطبيب التاريخ المتوقع للولادة و من المقدر عموما أنه يكون بعد 40 أسبوعًا أو 280 يومًا اثر اليوم الأول من آخر دورة شهرية.
لذلك يقوم الطبيب أو القابلة باحستاب الأسبوعين الأولين بعد آخر دورة شهرية ضمن أسابيع الحمل بالرغم أن الأم لم تمن  حاملًا في ذلك الوقت وبذلك و عندما نتحدث عن "20 أسبوعًا من الحمل" ، فإننا نشير إلى العشرين أسبوعًا الكاملة التي مرت منذ اليوم الأول من آخر فترة حيض.

ماهي قاعدة نايجل لاحتساب موعد الولادة؟

استخدم غالبية الأطباء والقابلات في السابق قاعدة نايجل لحساب الموعد المتوقع للولادة وهي قاعدة لطبيب هولندي منذ عام 1744.
تقوم هذه القاعدة بإضافة 7 أيام إلى الفترة الأخيرة من الحيض ثم احتساب 9 أشهر لكن لا تحدد القاعدة ما إذا كان سيتم الاضافة منذ اليوم الأول أو الأخير من الحيض. لذلك تم تفسير القاعدة بشكل مختلف من طبيب لآخر حتى بداية القرن العشرين عندها اختارت الكتب الطبية الأمريكية إضافة 7 أيام إلى اليوم الأول من آخر دورة شهرية.
علاوة على ذلك ، فإن حقيقة حساب 9 أشهر هي إشكالية لأن الأشهر لا تحتوي جميعها على نفس عدد الأيام ، مما يغير من الناحية النظرية لمدة الحمل فعلى سبيل المثال ، بالنسبة للمرأة التي كانت آخر دورة شهرية لها في ماي ، كان الحمل يستمر 283 يومًا ، بينما سيكون 280 يومًا فقط للمرأة التي بدأت آخر دورة شهرية لها في جوان.

هل الموعد المتوقع للولادة أكيد و لا يقبل الخطأ ؟

على الرغم من أن هذه الطريقة في حساب موعد الولادة المتوقع قد تم استخدامها لأكثر من 200 عام إلا أنها لا تزال محل انتقاد من قبل العديد من الاطباء والمختصين.
  • اذ أنها تعتمد على فكرة أن الدورة الشهرية تستمر 28 يومًا  غير أن هنالك العديد من النساء لديهن دورات غير منتظمة. و احصائيا 30٪ من النساء لديهن دورة لا تقل عن 30 يومًا.
  • تفترض القاعدة أن الإباضة تحدث بالضبط في اليوم الرابع عشر من دورة مدتها 28 يومًا غير ان هذا غير صحيح فبالنسبة لمعظم النساء. فأغلبيتهم تحدث الإباضة عندهم بعد منتصف الدورة الشهرية. أما النساء اللواتي لديهن دورة مدتها 28 يومًا فيكون التبويض 10٪ فقط في اليوم 14 و 30٪ فقط من هؤلاء النساء يتمتعن بالخصوبة في اليوم 10-17 من الدورة.
  • اضافة الى ذلك فان كثير من النساء لا يتذكرن تاريخ آخر دورة شهرية لهن. وبحسب دراسة أجريت عام 1985 ، فإن 79٪ من النساء متأكدات من تاريخ آخر دورة شهرية لهن ، أي يمكنهن تحديد الأسبوع الذي حدثت فيه.
  • لا تأخذ القاعدة في الحسبان أن بعض الأجنة قد تستغرق وقتًا أطول لتزرع في جدار الرحم مما يطيل الحمل.
  • إذا كان الدم النازل الأخير خفيفًا ، فقد لا تكون هذه حيضا ، بل نزيفًا بسيطا ناتجًا عن انغراس الجنين في الرحم.
من اجل ذلك لو استخدمنا تاريخ الإخصاب من شأنه أن يعطي نتائج أكثر دقة من تاريخ آخر فترة حيض. لكن معظم النساء لا يعرفن تاريخ الإباضة. لذلك وجدت تقنيات وأدوات تقيس مستويات الهرمونات التناسلية للكشف عن تاريخ الإباضة.
وهنا استنتج العديد من الاطباء أنه لا يمكن توقع و احتساب  تاريخ الولادة بشكل دقيق. اذ أن 4٪ من النساء يلدن في موعد ولادتهن. لذلك يجب أن تتحدث الأم عن الأسبوع المتوقع للولادة أو حتى الشهر المتوقع للولادة لا عن اليوم المتوقع.
من الصعب تحديد تاريخ الحمل بناءً على تاريخ الدورة لأن عدد الموجات الهرمونية المؤدية إلى إطلاق البويضة يختلف من امرأة إلى أخرى. بالإضافة إلى ذلك ، يمكن أن تبقى الحيوانات المنوية في الجهاز التناسلي الأنثوي لمدة 5 إلى 7 أيام.

استخدام تقنية الموجات فوق الصوتية

لا شك في ان استخدام التصوير الموجات فوق الصوتية لاحتساب مدة الحمل أكثر دقة من استعمال تاريخ آخر دورة شهرية.
و خاصة لو تم إجراء الموجات فوق الصوتية بعد 8 إلى 16 أسبوعًا من الحمل. إذ يقيس فني التصوير حجم الطفل من أعلى رأسه إلى الأرداف و نظرًا لأن الأطفال ينمون بطريقة مشابهة جدًا في بداية الحمل ، فمن الممكن عندئذٍ الربط بين هذا القياس ومدة الحمل. 
إذا كان التاريخ المحسوب باستخدام قاعدة نايجل يختلف عن ذلك الذي تم الحصول عليه عن طريق الموجات فوق الصوتية بأكثر من 7 أيام ، فقد يختار الطبيب تغيير التاريخ المتوقع للولادة ليأخذ في الاعتبار نتيجة الموجات فوق الصوتية في الثلث الأول من الحمل. أما لو تم إجراء الموجات فوق الصوتية بعد 12 إلى 20 أسبوعًا فيجب أن يكون الفارق أكثر من 10 أيام حتى يفكر الطبيب في تغيير التاريخ.

تحديد موعد الولادة باستعمال اختبار الحمل؟

تقدم بعض اختبارات الحمل حساب تقديري لعدد الأسابيع منذ الحمل (من أسبوع إلى أسبوعين ، أو من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع ، أو أكثر من 3 أسابيع) ووفقًا للدراسات التي قامت بها بعض الشركات المصنعة لهذه الاختبارات ، فإن نسبة الصحة له يمكن مقارنتها بتلك التي يمكن الحصول عليها باستخدام الموجات فوق الصوتية غيرانه لم تؤكد أي دراسة مستقلة هذه النتائج.

ملخص المقال

  1. يستمر الحمل حوالي 280 يومًا أو 40 أسبوعًا.
  2. يمكن أن تختلف مدة الحمل من امرأة إلى أخرى.
  3. من الصعب  جدا تحديد الموعد الدقيق للولادة.

 

 مصادر المقال

  •  ASSOCIATION OF ONTARIO MIDWIVES. Management of the Uncomplicated Pregnancy Beyond 41+0 Weeks’ Gestation. 2010. ontariomidwives.ca
  • BASKETT, Thomas F. et Fritz NAGELE. « Naegele’s Rule: A reappraisal », British Journal of Obstetrics and Gynecology, vol. 107, no 11, 2000, p. 14331435.
  • BUTT, K. et K. LIM. Détermination de l’âge gestationnel par échographie. Journal of Obstetrics and Gynaecoly of Canada, 2014, vol. 38, no 12, p. 391403.
  • DEKKER, Rebecca. Evidence on: Inducing for Due Date. evidencebasedbirth.com
  • DORÉ, Nicole et Danielle LE HÉNAFF. Mieux vivre avec notre enfant de la grossesse à deux ans : guide pratique pour les mères et les pères. Québec, Institut national de santé publique du Québec. www.inspq.qc.ca
  • HUNTER, Linda A. Issues in Pregnancy Dating: Revisiting the Evidence. www.medscape.com
  • JOHNSON, S. et S. GODBERT. « Comparison of home pregnancy test with weeks estimator and ultrasound crown rump measurement to predict delivery date », Fertility and Sterility, vol. 100, suppl. 3, 2013, p. S330.
  • LADEWIG, Patricia et autres. Maternal & Child Nursing Care. 3e éd., Upper Saddle River, Prentice Hall, 2011, 2 016 p.
  • LEONARD LOWDERMILK, D. et autres. Maternity & Women’s Health Care. Mosby, St. Louis, 2012.
  • LEPPALUOTO, P. « Vaginal flora and sperm survival », Journal of Reproductive Medecine, vol. 12, 1974, p. 99-107.
  • LYNCH, Courtney D. et Jun ZHANG. « The research implications of the selection of a gestational age estimation method », Paediatric and Perinatal Epidemiology, vol. 21, suppl. 2, p. 8696.
  • NGUYEN, T.H. et autres. « Evaluation of ultrasound-estimated date of delivery in 17 450 spontaneous singleton births: Do we need to modify Naegele’s rule? », Ultrasound in Obstetrics & Gynecology, vol. 14, no 1, 1999, p. 2328.
  • SMITH, Gordon C.S. « Use of time to event analysis to estimate the normal duration of human pregnancy », Human Reproduction, vol. 16, no 7, 2001, p. 14971500.

 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-